ليس كل البيوت تبنى على الحب

هل الحياة الزوجية لا تقوم الا على الحب فقط ؟

هل الحب شرط من شروط دوام العلاقة الزوجية ؟

.
.

كثيرون يعتقدون ان الحب المتبادل من ضرورات العشرة بين الزوجين ..

فيتصورون الحياة الزوجية على انها العشق والهيام والرومانسية الحالمة ، وفارس الاحلام الولهان ..
وهي صور خيالية بعيدة عن الواقع ..


ان المسؤول عن ترويج هذه الصور للبيوت هو وسائل الاعلام والقصص والروايات الخيالية ..

ان الحياة الزوجية ليست حباً وعشقاً وهياماً ..وليست مجرد ارتباط اجتماعي بين رجل وامرأة

بل هي مسؤولية تقع على عاتق الاثنين معاً ..

انها احترام متبادل ومراعاة للمصلحة وتربية للأجيال..

ان الحب من مقومات السعادة الزوجية والامن النفسي ولكن ...

في حالة افتقاده ..تأتي "المودة والرحمة والسكينة " فتحل محلها وبشكل تلقائي قال تعالى : { ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة }








البيوت لا تبنى على الحب وحده ...

ولكن على التقوى و الإيمان ، و إنجاب الذرية ، ورعاية العلاقات و الذمم

كان هناك رجل يقال له ( ابو غرزه ) وكان متهما بأنه يكثر من تطليق نسائه
بسبب وبدون سبب ، وفي يوم من الايام اخذ ابو غرزه بيد صديق له يدعي
( ابن الارقم ) وجعله يستمع الي الحوار الذي دار بينه وبين زوجته دخل وأبو غرزه علي امرأته ،
فقال لها : انشدك بالله هل تبغضينني ؟
قالت : لاتنشدني ، قال ( ابو غرزه ) : فإني انشدك الله ، هل تبغضينني
قالت : نعم فقال ابو غزره لابن الارقم : هل تسمع ؟
ثم انطلقا الي عمر ، فقال ابو غزره له انكم لتحدثون اني اظلم النساء
فاسأل ابن الارقم فسأله عمر ، فأخبربالذي سمعه من زوجة ابي غرزه
فأرسل عمر الي امرأة ابي غرزه ، ، فجاءت هي وعمتها
فقال : انت التي تحدثين لزوجك انك تبغضينه
فقالت إني أول من تاب وراجع أمر الله تعالي
ناشدني فتحرجت ان اكذب ، افأكذب يا امير المؤمنين ؟
قال : نعم فاكذبي ، فإن كانت إحداكن لاتحب احدنا فلا تحدثه بذلك
فإن أقل البيوت الذي يبني علي الحب ، ولكن الناس يتعاشرون بالاسلام والاحساب
وفي روايه اخري قال لها عمر: بلي فلتكذب احداكن ولتجمل
فليس كل البيوت تبني علي الحب ، ولكن معاشرة علي الاحساب والاسلام

.
.


نعم ، لابد من المسامحة والمداراة والمجاملة في الحياة الزوجية

حتى وإن كان الرجل يحب زوجته وزوجته تحبه ... فالحب يمر بأوقات فتور، وانما نزكيه ببذل الحب .. وحسن الخلق .. وطيب المعشر

يمكن ان نحيي تلك المشاعر الجامدة ، بالابتسامة والصفح والعفو ..بالاطراء الجميل ..بالاهتمام .. بالهدية .. باحترام الاهلين ..







لكن إن بقيت تلك المشاعر جامدة / ساكنة / باردة / فهل نمل ونكل ؟
هل الدواء الانفصال ؟


لنتذكر قول الله عز وجل " وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا"

وقوله صلى الله عليه وسلم " لا ييبغض مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقا رضي منها آخر "

والخطابان في الآية والحديث كلاهما للزوج والزوجة وإن كانا موجهين للذكور

فلتفتش كل منا في النصف الآخر ، اليس فيه ما يحمد ويشجع على البقاء معه ؟؟ حتما سنجد



لابد أن نصحح نظرتنا لبناء الأسرة المسلمة ، لابد أن يكون الرباط متينا قائما على أوامر الله تعالى ، لا على رباطات ، هي أوهى من بيت العنكبوت ..