قال تعالى في محكم التنزيل :
"
الذين يبخلون و يأمرون الناس بالبخل و يكتمون ما آتاهم الله من فضله "
النساء 37
و قال صلى الله عليه و سلم محذراً أمته من البخل :
" إياكم و الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم "
رواه أبو داود
لغويا :
البخل هو أن تضن بما عندك و لا تجود به
فهو على النقيض تماما من الجود الذي اتسم به صلى الله عليه و سلم
و كان أجود ما يكون في رمضان .
فالبخل أحبائي من أرذل الصفات .. حتى أن أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما قالت :
لو كان البخل سربالاً ما لبسته
و لو كان طريقاً ما سلكته .
و قيل أن أشهر بخلاء العرب أربعة :
( 1 ) الحطيئة
فقد مر به رجل و هو بباب بيته و في يده عصا غليظة
فقال الرجل : أنا ضيف
فأشار الحطيئة إلى العصا و قال إنما أعدت هذه للضيفان .
( 2 ) حميد الأرقط
و قد كان يهجو ضيوفه بل و كان فاحشاً عليهم .
يقال أنه نزل به ضيوف ذات مرة فأطعمهم تمراً و يقال أنه أكلهم النوى .
و قد هجا ضيفا نزل به مرة :
ما بين لقمته الأولى التي انحدرت
و بين أخرى تليها قيـد أظفـور
( 3 ) أبو الأسود الدؤلي
يقال أنه تصدق مرة على مسكين بتمرة فقال له جعل الله نصيبك في الجنة مثل هذه .
و هو القائل : لو أطعنا المساكين في أموالنا لكنا أسوأ حالاً منهم .
( 4 ) خالد بن صفوان
فكان يقول للدرهم و الله لأطيلن حبسك في هذا الصندوق ثم يضعه فيه و يحكم الأقفال .
و من أشهر ما قيل في وصف قوم بالبخل ما هجا به جرير بني تغلب
قوم إذا أكلـوا أخفـوا كلامهمـو
و استوثقوا من رتاج الباب و الدارِ
قوم إذا استنبح الضيفـان كلبهمـو
قالوا لأمهمِ بولـي علـى النـارِ
فتمنع البول شحـاً أن تجـود بـهِ
و مـا تبـول لهـم إلا بمـقـدارِ
فيا رب إنا نعوذ بك من البخل و الشح
و نعوذ بك من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا